أكد المحلل الاقتصادي والمصرفي فضل بن سعد البوعينين أنَّ أهم المراحل الاستراتيجية التي يبنى عليها مستقبل اليمني هي عمليات إعادة إعمار المناطق المحررة.
وأشار البوعينين إلى أن الاستقرار الأمني والسياسي يعتمد بشكل رئيس على قاعدة التنمية الاقتصادية التي لا يمكن للحكومة اليمنية الحالية لأن تحققها بمعزل عن برامج الدعم الدولية؛ التي أعتقد أن دول التحالف بقيادة السعودية بدأت بالفعل في التخطيط لتحقيق ذلك الهدف.
وأضاف المحلل الاقتصادي في تصريح لصحيفة (السبق): "إن برامج إعادة الإعمار تعد جسرًا ينقل اليمن من مرحلة الحرب الحالية إلى مرحلة السلم والبناء وإعادة الثقة للشعب اليمني، مشيراً أنها مرحلة معقدة وتحتاج إلى دعم مالي دولي سخي؛ إلا أن العبء الأكبر ربما تحملته دول الخليج الساعية إلى ضمان استقرار اليمن؛ وبناء اقتصاده وفق رؤية إستراتيجية تمكنه مستقبلاً من الاندماج مع اقتصاديات دول الخليج".
وأضاف: "تأهيل الاقتصاد اليمني وإعادة هيكلته وفق برامج دعم تنموية؛ وخطط استراتيجية بعيدة المدى بات أمرًا ملحًا لما يترتب عليه من معالجة متشعبة لكثير من القضايا الأمنية والمجتمعية والتنموية. فاستقرار اليمن لن يحدث بمعزل عن التنمية الاقتصادية التي ستزيد من ثقة اليمنيين بالشرعية وقوات التحالف؛ وستُسهم بشكل مباشر في إزالة الكثير من المشكلات التي قد تستخدم من قبل المخلوع صالح والحوثيين مستقبلاً".
وأكد البوعينين أن خلال العقود الماضية أثبتت السعودية أنها الأقرب دائمًا لليمن والأكثر دعمًا له. مشروعاتها التنموية ومساعداتها المالية كانت وما زالت حاضرة. وعلى الرغم من المواقف المضادة للسعودية التي اتخذها صالح في مراحل مختلفة لم تتوقف السعودية عن دعم الشعب اليمني وتقديم المساعدات السخية؛ ولا منة في ذلك البتة، مشيرًا إلى أنَّ برنامج دعم البنك المركزي اليمني الذي وعدت به المملكة من أهم البرامج المالية التي ستنعكس نتائجها على جميع اليمنيين. تقديم وديعة مالية بملياري دولار سيعزز من احتياطيات البنك المركزي وسيُسهم في دعم الريال اليمني وتحسين سعر صرفه مقابل الدولار وبالتي انخفاض نسبي للتضخم الناتج من انهيار العملة اليمنية بعد سحب الحوثيين وصالح لاحتياطيات البنك المركزي؛ وبالتالي انكشاف الريال.
مختتمًا: "البرامج المرتبطة بالتعليم والصحة والطرق من أهم البرامج العاجلة التي يحتاج إليها الشعب اليمني؛ ومن أكثر البرامج انفتاحًا على عامة الشعب اليمني، وأعتقد أنها ستكون من أولويات دول الخليج التي بدأت في وضع تصورها النهائي لبرامج إعادة إعمار المناطق المحررة".